نشرت الكاتبة البريطانية فرجينيا وولف روايتها "إلى المنارة" عام 1927، وكانت هذه بين روايتيها الأشهر "السيدة دالواي" (1925) و"أورلاندو" (1928)، وفيها تتعامل الكاتبة مع الثالوث المستمر في أعمالها: الذاكرة والعائلة والحرية.
ومثل غيرها من روايات وولف (1882-1941) تحتوي "إلى المنارة" تفاصيل وملامح من حياتها الشخصية؛ تعامل والدها الخانق كان شبيهاً بما قدمته في الرواية من ضغط للسيد رامزي (الأب) وسيطرة على حياة أطفاله، كما أن وفاة السيدة رامزي مبكراً في المراحل الأولى من الرواية مقاربة لوفاة والدتها وشقيقتها ستيلا الأمر الذي ترك وولف في حالة من الحداد العميق والذي لا ينتهي.
ولكن ستكون هذه قراءة سطحية لو اكتفينا بالقول إن "إلى المنارة" تصوير لما حدث لولف بعد فقدان والدتها وفترة حدادها الأولى، فالرواية التي صدرت ترجمة جديدة لها إلى العربية عن "دار الرافدين" أنجزتها المترجمة الأردنية إيمان أسعد، هو عمل تأمّل ممتد في العلاقة بين الفن والحياة من خلال شخصية ليلي الرسامة، كما تقدم نقداً لاذعاً للهياكل العائلية الفيكتورية المتأخرة.