لكي يَنْعَمَ المرءُ بشيخوخةٍ طيّبة، عليه أن يحافظ على فضول الطفولة، وتطلعات اليفاعة، ومسؤوليات الكهولة، وأن يحاول، خلال شيخوخته، استخلاص تجربة الأعمار السابقة.لن أكُفَّ أبدًا عن ملاحظة ما هو قاسٍ وعنيد وعديم الرحمة في الإنسانية، ولا عن ملاحظة ما هو مفزعٌ في الحياة، ولا أنا كافٌّ بالمثل عن ملاحظة ما هو نبيل وكريم وطيّب في الإنسانية، وما تشتمل عليه الحياة من أمور فاتنة ومدهشة. غالبًا ما نُضطر إلى مواجهة التناقض الإتيقي الآتي: احترام كلِّ شخص إنساني وعدم الإساءة إليه في ما هو مقدّس بالنّسبة إليه، وفي الوقت نفسه ممارسة الروح النقدية التي يحرّكها عدم احترام المعتقدات المفروضة بوصفها معتقداتٍ مقدّسةً. النّقدُ الذاتي وقايةٌ نفسيّة جوهريّة. يجدر بنا ألاّ نكون واقعيّين بالمعنى المبتذل (التكيّف مع المباشر)، أو غيرَ واقعيّين بالمعنى المبتذل أيضًا (التملّص من قيود الواقع)، وإنما يجدر بنا أن نكون واقعيّين بالمعنى المعقّد: أعني أن ندركَ عدمَ اليقينِ الذي يكتنف الواقع، وأن نعلمَ أنه لا يزال ثمة ممكنٌ غير مرئيّ. الفنُّ الذي ينسبُ إلى الغير كلماتٍ لم يقلْها، وأفكارًا لم تخطر على باله قَطُّ، وينتقص مِنْ قَدْرِ شخصِه بأَخَسِّ الطرائق، قلت: هذا الفنّ قد بلغَ ذُراه.