يقدّم براد غوش الكاتب الشهير والمؤلف المصنّف من بين الكُّتاب الأكثر مبيعًا وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز أول سيرة ذاتية لا تُنسى عن جلال الدين الرومي الجهبذ المتصوّف الزاهد والشيخ العارف والأب والواعظ، بل والأكثر من ذلك الشاعر الوجداني الذي تتغنّى أبياته بدين الحُبّ الخالد العابر للزمان والمكان. الذي لا تزال قصائده الملتهبة تنبض بالحياة منذ أكثر من ثمانية قرون، وتلقى كل العناية والمحبة من قِبل ملايين القرّاء في جميع أنحاء العالم.
وقد شُبِّه في الغرب بشكسبير لغزارته الإبداعية وبالقديس فرانسيس الأسيزي لحكمته الروحية.
تمتد خريطة حياة الرومي، الرحلة الملحميّة، لما يزيد عن ألفين وخمسمئة ميل. من آسيا الوسطى على ضفاف نهر فخش، في طاجكستان الحالية، حيث وُلد في 30 أيلول / سبتمبر 1207، ثم نزح مع عائلته خوفًا من بطش المغول، لينتهي به المطاف أخيرًا في قونية في تركيا.
كان الأمر المحوري الذي قلب حياته رأسًا على عقب هو ظهور شمس الدين التبريزي، الذي علّمه رقص اللّفة، وحوّله من واعظٍ وخطيبٍ مسلمٍ له شأنه واحترامه إلى متصوّفٍ، وشاعر عظيم.
وتعتبر العلاقة الحميمة التي جمعتهما معًا كمعلّم وتلميذه، وصديق وحبيبه واحدة من أروع قصص الحب الروحي في العالم. وعندما اختفى شمس، حاول الرومي أن يتأقلم مع غيابه، وآلام الفراق بنظم قصائد غاية في الرقّة والروعة عن لمّ الشمل بين الإنسان والله.
أتاح لنا هذا الكتاب الجريء والشيّق ما لم يسبق لنا أن عرفناه بمثل هذه الدقة والعناية حتى أدق التفاصيل لحياة الرومي – بعدما ظلت حياته لفترة طويلة ضربًا من الأساطير – الذي كرس نفسه لـ «دين الحب» وهو شيء استثنائي، لوّن بمهارة الوجه الحقيقي لزمانه وعصره، ذلك العصر الحافل بالصراعات التي تشبه زماننا مما جعله ملائمًا لعالمنا المعاصر.