في عالم يبدو أَنَانِيًّا وَنَرْجِسِيَّا، متصدع الأركان من المؤكد أَنَّ الحصول على جرعة أكبر من التعاطف، التقمص سيكون أمرا رائعا.
لكن الأمر ليس كذلك من وجهة نظر أستاذ علم النفس، بول بلوم، الذي يرى أن التقمص، إجمالا، هو أحد الانفعالات السلبية في الحياة البشرية. إِنَّهُ «ليس كوليسترولا. بل مشروبات غازية متخمة بالسكر، ومُغرية، ولذيذة، وضارة بنا أيضًا.»
وضد التعاطف هو محاولة لبيان الأسباب التي دعت بلوم إلى التصريح بهذا الرأي. طوّر بلوم في فصول الكتاب حجة دامغة ضد التقمص، وبين الأسباب التي تجعل الاستبصار، والتلطف، والضّبط الذاتي، والحنان، بدائل أفضل منه بكثير، إذ تشغل موقعاً جَوْهَرِيًّا فيما يسميه الحياة الأخلاقية الصالحة . وميز بين التقمص العاطفي الذي يتجلّى في مقولة ضع نفسك مكان الآخر وأشعر بما يشعر به من ألم والتقمص المعرفي المقترن بالإدراك والذكاء الاجتماعيين، وفهم آلية تجربة الآخرين للعالم من دون الحاجة إلى الانخراط فيها عاطفيا.
وعلى الرّغم من المجادلات التي أثارها الكتاب حول التقمص والحنان، والشفقة وصنع القرار الأخلاقي وآليات اشتغالهما جميعا، إلا أنه استطاع أن يقول إنّ بوسع التقمص أن يُحفزنا على التلطف وأن يجعل العالم مكانًا أفضل.