قال صوت أنثويّ صادر من بحر العرب، بعد أن رمى إليها زورقًا خشبيًّا محطّمًا:
«كيف لابنة التنّين أن تخشى البحر؟».
قبيل بلوغها العشرين بشهر ونيف، لمحت فتاة ظُفار عبر خَلْفَة خشبيّة من خلاف البيت الكبير جملاً مهتاجًا يلاحق عصفورًا جريحًا ويلتهمه. استبدّت بها رغبة في ركوب الجمل السائب والرحيل دون عودة. أحضرت خمارًا ممزّقًا وبسطته أمامها. وضعت في منتصفه أرغفة خبز بالفلفل من خبيز أمّها وجحلة صغيرة ملأتها بالماء وبرطمان عسل، كان مخبّأً في مكان لا يعرفه أحد سواها. كانت قد عُلّقت على عنق البرطمان قصاصة متآكلة، كتب على أطرافها بخطّ رديء: «آسف جدًّا!»