لا يمكن أن يُذكر جلال الدين الرومي إلا ويُذكر معه رفيق رحلة عقله وجنونه شمس الدين التبريزي, بكلّ ما يلف روحه من دهشة وجلال وسحر, كيف لا وهو الذي لولاه ما أزهر ورده, ولا نبت ريش طواويسه.
في هذا الكتاب يحضران معاً, في ظهورين يفصل بينهما زمن طويل. نعم لقد عادا, جلال في اسكندرية مصر, وشمس في أوغاريت الشاطئ السوري. إنها محطة ثانية من محطات الروح تلاقى فيها الرفيقان, يسميها الناس تقمّصاً وهي فكرة يؤيّدها شمس, ويجادل فيها على أساس أنّ التقمص هو ارتحال الروح في حيواتها, وعبر هذا الارتحال تتمّ التصفية والارتقاء الروحي, ويفقد الموت هالته ليصبح بوّابة للحياة.