إذا كنت ممن يحبون النظر بتجرد إلى كل شيء، وتفضل
اختیار مسار حياتك بنفسك، ولست ممن يقلدون الناس تقليدا
أعمى ويهتمون بإبهارهم بما لديهم، ستجد في هذا الكتاب
ضالتك. أنا لا أقول إن عدم اتباعك لفن التخفف سيجعل منك
إنسانا بلا هدف أو قيمة، فهناك من اتبع التخفف وجاء بنتائج
عكسية، لأنه لم يكن على دراية حقيقية بفلسفته. واقع الأمر أنك
عندما تقرأ وتفهم جوهر هذا الفن وتطبقه مع مراعاة لمبادئك
وظروفك، ستجد فيه خيرا كثيرا بكل تأكيد.
لقد وضعنا دون أن نشعر قيودا وأصفادا مادية جعلتنا
ننسى غايتنا من الدنيا، ليس بالمعنى الديني فحسب، بل بالمعنى
الدنيوي أيضا، فصرنا - على سبيل المثال - نقيم النجاح بمعايير
خاطئة، ونشجع أبناءنا على تحقيق تلك المعايير، ونتغاضى عن
الوسيلة، وأصبحت أرواحنا أسيرة التكدس المادي الذي سلبنا
أرواحنا حقا.
إنها دعوة للوقوف مع النفس، ومحاولة اتباع ما ينفعنا من هذا
الفن حتى نستعيد أنفسنا، ومجتمعنا، وبيئتنا.