عن أي أحبة ستتحدث هذه الورقات ؟ عن أي آدم عليه السلام.. الذي يأخذي الشوق إليه، والانصات لقصصه حين كان يضج جمالا ودهشة وسط النعيم بين الملائكة، وقصة ارتباكة وتردده على تلك الثمرة المحرمة بتحريض من عدوه الذي تزداد عداوته له ولنا كل يوم أم عن التحرق للتقبيل يدي أمي حواء وعناقها، ومسح دمعاتها الحرى وأنينها وحنينها لفلذة كبدها الذي حرمت منه في عز شبابه؟ أم عن نوح... النبي الصامد كجيل قرابة ألف عام، أم عن النبي الأمة إبراهيم الخليل وحياته التي أمضاها في الترحال والأسفار والغربة والتضحية؟ أم عن النبي الأمي... حبيب القلب ونوره... محمد بن عبدالله الذي طالما أبكتنا سيرته ومواقفه ورحمته وجرأة الحاقدين عليه ..؟ صلى الله وسلم على كل أحبتي، ما أعظمهم وأجملهم...! كانوا أنبياء مذهلين...! عانوا وعانوا لنشر أعظم رسالتين... تتعطش البشرية لهما: - رسالة للسماء، وهي التوحيد التي يقول مرسلها سبحانه: « ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن أعيدوا الله واجتنبوا القلفوت - - ورسالة لإعمار الأرض بالنظام... رسالة العدل الذي أمرهم الحق بإرسانه ونشره بين خلقه فقال سبحانه: «لقد أرسلنا رسلنا بالبيت وأنزلنا معهم الكتب والميرات ليقوم الناس بالقسط .. فمنهم من وصل، ومنهم من قضى في الطريق، ومنهم من قطعته السيوف والسواطير، ومنهم من مات في الزنازين، وبعد سنوات وسنوات من المعاناة... يأتي النبي منهم يوم القيامة ومعه الأمة، ويأتي النبي ومعه الخمسة أو الثلاثة، ومنهم من يأتي ومعه رجل واحد فقط، ومن الأنبياء من يأتي وحيدا ليس معه أحد.... خذله أهله وقومه لم تكن رحلة الأنبياء نزهة ولا استجماما... كانت بذلا وتضحيات ونبلا. هذه ورقات قطفتها من أصح كتاب في هذا الكون...، قرآن وكلام ربي عز وجل، ومن أحاديث حبيبي عليه الصلاة والسلام الصحيحة، والصحيحة فقط، فلا مكان في ديننا للكذب والتلفيق، والتزييف من أجل التشويق والإثارة والتأثير جمعني الله وإياكم بهم في جناته ونعيمه... في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ... حينها سننصت لهم، وهم يروون لنا تفاصيل مبكية ومذهلة طالما اشتقنا لمعرفتها