الأستاذ محمد بن حمد الصوياني هو معلم تربية إسلامية في مدينة الرياض برز في التأليف منذ أن كان طالباً جامعياً تميز في تخريج الأحاديث الصحيحة، ويكنى أبا عمر. هو كاتب سعودي صاحب عامود الجانب الأبيض في جريدة الرياض. ولديه عدد من الكتب من طباعة مكتبة العبيكان.
هذا هو نبينا
هو محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، الذي أمضى ١٣ عاماً في مكة يدعو، سلاحه الوحيد الكلمة، والإقناع. كذبه الوثنيون، وشتموه، وضربوه، وحاولوا اغتياله، وسحلو أصحابه، و اغتالوا بعضهم، فلم يمد يده إلى أحد بسوء، لم يرفع سلاحاً أو يغتال أحداً انتقاماً، أو يحرض على الانتقام،ولما استقبله أكرم أهل الأرض ( الأنصار) في يثرب مقتنعين، أسس دولة الإسلام على أرضهم بالكلمة، دون أن يريق قطرة دم واحدة، أسسها بالمعاهدات و الوثائق، فعاش شعب مكون من يهود ووثنيين ومسلمين، فحاول استصلاحهم جميعاً و التأليف بينهم، مضيفًا إلى سلاح الكلمة الذي حمله من مكة سلاحًا آخر أمضى: ( سلاح العدل). لم يبنِ سجنًا أو قصرًا، بل كان بيته، وهو طريد بمكة أكبر من بيته وهو حاكم في المدينة، أسرت رحمته قلوب الناس لما رأوا وجهه يتلوّن حزنًا، حين رأى وثنيين حفاة عراة جائعين ليسوا من شعبه، فلم يقر له قرار حتى أشبعهم، وكساهم، وطيب خواطرهم.
انشغل بتشييد دولة الإسلام، وتناسى اضطهاد طغاة قريش، لكنهم منعوه، ومنعوا أصحابه من حقهم في زيارة بيت الله، وحرضوا علية قبائل العرب، وتعاون اليهود معهم، فوقع معاهدة وطنية تكفل حريتهم و أمنهم، فاستغلوا عدله، وخانوا المعاهدة، و اتصلوا بمعظم القبائل الوثنية وحرضوها، حتى تمكنوا من تحويلها إلى جيوش تحاصره مع أصحابه، فاضطر إلى حمل السلاح دفاعًا عن دينه ووطنه، وخاض حروبًا كان رجال أسرته في مقدمتها، وفقد كثيرًا منهم، وحين دانت له الجزيرة العربية لم يتعطش للانتقام، فقد انشغل بالبناء والحفاظ على الأرواح، ووقع معاهدة صلح مع طغاة قريش، فأملوا عليه شروطهم، وهم في أشد حالات الضعف، ووافق وهو في أقصى حالات القوة، ومع ذلك فتح مكة، وعندها لم يغتصب بيتًا أو أرضًا، بل لم يجد مكانًا يبيت فيه بمكة،ثم رحل صلى الله عليه وسلم عن الدنيا وهو يحكم الجزيرة كلها، رحل دون أن يسكن قصرًا، أو يلبس ذهبًا أو حريرا أو يشبه من خبر رقيق