العابرون بهذه الاسطر عابرون بأنفسهم والماكثون فيها ربما ينتظرون عابرا معينا ينتشلهم مما يجهلهم منهم من يعتبر الخشية حقيقة والمروق منها باطلا والباطل بتجلياته هو ايضا حقيقة ومنهم من يخشى أن تكون الروح والجسد ابدا والروح فانية وثم من يخشى أن تكون الروح والجسد رسالتين متضاربتين خطها ويخطها المجهول لمجهول اخر .
ثمة هاجس يحاصر جميع الماكثين والعابرين في ان قائلا :
فائض الخراب والدمار الذي تعيشونه وترونه وتعلونه تمعنوا فيه جيدا لكونه سيصبح مداميك عمارة الذاكرة التي ستتوارثونها جيلا اثر جيل اخر وستتصارعون على هذا الارث حتى يقضي الليل فجرا كان منتظرا حياتكم ليست لكم وموتكم ليس لكم فانتظروا …..انتظروا أكثر هي الحياة الام المجهول في تدوينة سير المعاليم والموت منطوق المعلوم بلسان المجهول سفرا يوثق تناوب المجاهيل والمعاليم في تعاقب الامكنة والازمنة لذا أرووا الحياة ولا توارووها لا كما عشتموها بل كما عاشتكم الحياة وأرووا الموت لا كما متموه بل كما عاشكم …..
ولكن هل حدث كل هذا كما روي أم أن الامر محض التباس لا أكثر ؟!.